هل يمكن التنبؤ بالسكتة القلبية؟

[starttext] احتل توقف القلب المركز الأول في أسباب الوفيات في العالم وذلك بنسبة 12.2% من مجموع الوفيات لعام 2004[2]. كما تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يبقى توقف القلب في المركز الأول بين أسباب الوفيات حتى في عام 2030 بناء على آخر الحسابات الإحصائية التي أجرتها المنظمة. أما في بلاد الشرق الأوسط والبلدان العربية فإنه لا توجد دراسات حول نسبة مساهمة توقف القلب في مجمل الوفيات، ولكن تقديرات الخبراء تشير إلى أن توقف القلب يتقدم على أسباب الوفيات الأخرى في دول العالم النامي ومنها الدول العربية[3]. ويعود هذا التقدير إلى أن تغير أنماط العيش وبخاصة في دول الشرق الأوسط، وتحسن الأنظمة الصحية في معالجة الأمراض المعدية والحوادث يجعل من أمراض القلب وتوقف القلب التحدي الصحي القادم.

يؤدي توقف القلب إلى إغماء مفاجئ، قد يسبقه ألم في الصدر يشكو منه المريض للحاضرين، ويرافق الإغماء المفاجئ ازرقاق في لون الجلد واضطراب في التنفس، وعدم استجابة المصاب بتوقف القلب لأي نداء. ويكفي للتشخيص اضطراب التنفس، ولا حاجة لتحسس النبض عند المريض لغير المحترفين

في كثير من الحالات فإنه من الصعب التأكد من توقف النبض، وذلك أنه في حالات المرض الشديد، حين يكون ضغط الدم منخفضا، وبالتالي لايمكن تحسس النبض في الذراع، وبخاصة في الشريان العضدي، وذلك يعود إلى أنه في حالة الصدمة الدورية، فإن الجسم يعمد إلى مركزة الدورة الدموية ويغلق الأوعية الدموية التي في الأطراف، وذلك للحفاظ على أقل مستوى من الدورة الدموية للأعضاء المهمة - مثل القلب والدماغ - على حساب الأعضاء غير الحيوية مثل عضلات الأطراف. لذا فإنه كان يعمد في هذه الحالة أساسا إلى تحسس النبض في الشريان السباتي.

آخر توصيات لجنان الإنعاش القلبي الرئوي مثل مجلس الإنعاش الأوروبي صار يستغني في تسخيص توقف القلب عن تحسس النبض لغير المحترفين الطبيين، وصار يعتمد مبدأ ملاحظة اضطراب التنفس كمعيار لعامة الناس لتشخيص حالة توقف القلب.

90% من حالات توقف القلب تنجم عن لانظميات بطينية مثل رجفان بطيني غالبا ما تنجم عن مرض شريان القلب التاجي وفي معظم الأحيان عن الجلطة القلبية[5].

السبب يكمن في أن نقص الأكسجين الحاد الناجم عن تضييق الشرايين التاجية يسبب اضطرابا في دقات القلب، ويقود هذا الاضطراب إلى رجفان بطيني أو إلى صمت قلبي.

وقد أظهرت الدراسات أن واحدا على الأقل من أصل أربعة أشخاص يتعرض لخلل محتمل وقاتل في نظم القلب، وأن نحو 250000 حالة وفاة تنتج عن «توقف القلب المفاجئ»، وهي حالة تحصد حياة شخص كل دقيقتين، وتتسبب في وفاة أشخاص أكثر مما يتسبب به سرطان الثدي، سرطان الرئة، أو مرض فقدان المناعة المكتسب. وبالإمكان تدارك عواقب «توقف القلب المفاجئ» إذا تمت معالجته خلال دقائق، لكن العلاج الفعال الوحيد يكمن في استخدام الصدمات الكهربائية، إما عن طريق مزيل الرجفان الخارجي الآلي أو بواسطة مزيل الرجفان المزروع في القلب

قبل ساعة على حدوث السكتة القلبية المفاجئة، قد يشعر بعض الأشخاص بآلام في الصدر أو ضيق في التنفس أو الغثيان أو التقيؤ.

وغالبا ما يتم تشخيص السكتة القلبية المفاجئة بعد حدوثها باستبعاد الأسباب الأخرى لانهيار الشخص بشكل مفاجئ، حيث إنها تحدث دون سابق إنذار. ونادرا ما يتم التشخيص من خلال الفحوصات الطبية عند حدوثها.
[endtext]

 
Copyright © 2016. فيديو - All Rights Reserved
Template by Creating Website Proudly powered by Blogger